الجمعة، 21 أبريل 2017

نحن و (شريعة الغاب)!

نحن و (شريعة الغاب)!

رغم أن استخدام وصف (شريعة الغاب) يعني انتشار الفوضى و يرمز لغيبة القانون و ترهل السلطة... إلا أن المدقق في اللفظ يكتشف عدة حقائق تظلم عالم الغابة لصالح عالم البشر... فرغم رفضنا المطلق لمنطق الحيوانات الذي ينبنى على افتراس القوى للضعيف، و افتراس الضعيف لمن هو أضعف منه؛ إلا أن المتأمل بحياد و موضوعية يكتشف أن الحيوانات لا تفعل هذا إلا لضرورة الحفاظ على وجودها، فحتى قانون القوة عندهم محكوم بقواعد و (أخلاق) فلا يمكن أن نجد حيواناً يفترس آخر و هو شبعان ـ لكن بعض البشر يفعلون!.

ـ و الحيوانات لا تهاجم بعضها من الخلف ـ و لكن بعض البشر يفعلون! ـ و كل فصيل من الحيوانات يحرص على أبناء فصيلته فلا يعتدى عليهم بل يدافع عنهم؛ فها هو عالم الذئاب الذي يُعد من أشرس الحيوانات، لا يمكن لذئب بالغ فيه أن يعتدي على ذئب صغير بأي حال من الأحوال.

ـ لكن بعض البشر يعتدون على إخوانهم بلا رحمة و بلا شفقة حتى أضحى الوصف (ذئاب بشرية) مهيناً للذئاب أكثر من إهانته للبشر!.
ـ و الحيوانات تخضع لكبيرهم و منظم قوافلهم و موجه حركاتهم ـ لكن بعض البشر يتباهون بقدرتهم على مخالفة القانون و السير عكس الاتجاه على طريقة (خالف تعرف)!.
ـ و الحيوانات تدافع عن صغارها حتى الموت؛ فالبطة البرية الأم تقوم بمناوره محكمه و تجعل من نفسها هدفا لعدوها، و تضحي بحياتها من أجل إبعاده عن صغارها، كذلك تفعل أنثى الفيل التي تدافع عن أولادها حتى و لو أُطلق عليها النار و سال دمها غزيراً؛ تظل تدافع و لا تتخلى أبداً عنهم حتى الموت ـ لكن بعض الأمهات من بنى البشر يلقون بأطفالهم في الشوارع و يهرعون لتحقيق أهدافهم الأنانية و مآربهم الشهوانية!.
ـ و الحيوانات التي تعتدي على حقوق غيرها لا تفلت من عقاب الأكثر بطشاً و سلطاناً و نفوذاً و قوة ـ لكن بعض البشر من أصحاب السلطة و الجاه و السلطان و النفوذ يناصرون الظالم و يؤيدون الباطل و يحرضون على العدوان  والجور ـ فهل بعد هذا ندين شريعة الغاب، أم ندين غياب الشريعة؟!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نُشر مقالي هذا في مجلة الصدى الإماراتية العدد 553 بتاريخ 1نوفمبر 2009

* و أعيد نشره في جريدة المصرى اليوم بتاريخ 9/5/2010